الخميس، 22 يونيو 2017

سواد بارتي!

سواد بارتي!
      كنت عائداً للتو من أداء واجب عزاء، حين بادرتني زوجتي برغبتها في مصاحبتي، لحضور ذكرى أربعين زوج صديقتها، و هناك علمنا أن سنوية المرحومة الحاجة، جارتنا في السكن القديم، قد واكبت هذا اليوم الحزين!.
      في طريق عودتنا إلى منزلنا، اقترحت أن نعرج على مكان جميل، لنزيل آثار الحزن و الهم، و نحول خطواتنا العسكرية المنشية، المصاحبة للموسيقى الجنائزية، إلى واحة فيها غناء و عشاء... لم أكد أكمل الاقتراح، حتى خرج من الأكفان عواء ذئب، تبعه زئير أسد، فآثرت السلامة و أصدرت صوتاً أشبه بنقيق ضفدع، أو هديل حمامة، أو خوار عجل!.
      في تلك اللحظة رن تليفوني المحمول، كان المتحدث على الطرف الآخر يبكي و يولول!؛ فنطقت بقوة و حسم، و صوت أجش:(ألووووووه)!.
      بعد العودة من حفلات (السواد بارتي) تلك، صممت على ضرورة خلع ثوب الحداد الجبسي، و أغلقت الباب على نفسى، و نزلت رقص؛ عشرة بلدى، قل عشرين، أو اللهم احفظنا (أربعيين)!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2009-04-28