الخميس، 22 يونيو 2017

خذوهن بالصوت!

خذوهن بالصوت!
     يحلوا للبعض التفرقة بين نوعي البشر؛ فيسود الصمت التام أمام (جعير) بعض الرجال، في الوقت الذي تنتابهم حالة من التشنج و الجرأة إذا علا صوت المرأة!.
     فالرجل ليس عليه حرج! و زعقته المؤسفة (حاجة كويسه)! فهب زوبعة و مجرد ثورة!، أما إذا حاولت المرأة النطق ببنت شفة، يخرسونها؛ فصوتها عورة!.
     رغم أن (جاعورة) الرجل ـ في هذه الحالة ـ هي الأولى بالنظر و أدعى للحذر، فكما يظهر من العنوان كونها (عورة) في المرحلة (ج)، و غني عن التوضيح ما يعنيه هذا الحرف الفصيح من دلالة ترمز إلى الدرجة التي وصلت إليها تلك الحالة، و من أعراضها المرضية التمنطق بشعار: (خذوهم بالصوت و الفلكة و الكرباج قبل أن يظهر لهن أصحاباً)!.
     و إمعاناًً في الإذلال يحرم البعض عليهن الكلام، و يُحِلون زعيق بعض الرجال الأسياد ـ فمن ضلعهن خلق الإناث، و عليه ساد الاعتقاد أنهم رمز الكمال و كلهن ناقصات! ـ هن الحُرمة و الحريم و الحرام، و للرجال كل الحلال!.
     إن لفظة (حريم) تتكون من شقين: أولها (حر) ضد القهر و ضد الذل و فرض الرأي و ضد العبودية و كتم الأنفاس.
     تناسينا أن أصوات الشخير و الجعير و الحمير هي أنكر و أقبح الأصوات على الإطلاق، تناسينا أن هناك رجال أصواتهم ناعمة، و نساء أصواتهن خشنة، فإن كان التأثير على الهاجس الجنسي المسيطر على تفكير البعض هو الأساس؛ تكون العبرة بنوع الصوت و عذوبته و رقته ـ و هي نعمة من نعم الله ـ و ليست عاراً يجب إخفاؤه أو كتمه أو ستره حتى لا يثير شهوة هذا البعض الهائج المحتاج إلى علاج!.
     وحيث أن الهاجس الجنسب هو المسيطر على تفكير هذا البعض؛ أرى وجوب النظر بعين الريبة و الحذر نحو ما لذ و طاب من صنوف الطعام و الشراب، على اعتبار أنها تبعث الطاقة فتشحذ الحواس، و تلهب المشاعر خصوصاً إذا عمرت المائدة بأناجر الفتة التي هى مسمار) الجتة)!، أو الفراخ العارية و غير المستحية!، أو المكرونة الدائرية ذات الإيحاءات الجنسية!، أو الكسكسى و المهلبية!، أما إذا صاحب ذلك كله صوت صاحبة الدار تدعو الضيوف إلى تناول الطعام؛ تطاير الشرر من عيون الرجال (الأطهار)!.
     و لأن الهاجس الجنسي هو المسيطر على تفكير البعض تصبح حالة الهياج المصاحبة للزعيق ـ حيث يعلو الرجل فوق صوت المرأة ـ حالة إسقاط جنسي لوضع الاعتلاء الذي ربما لا يعرفون غيره!. .
     فعلى طريقة (سمع... هس) يمارس بعض الرجال هوايتهم فى (العزف) المنفرد النشاز على أوتار الأنانية و الجهل و حب الذات!.
     و رغم هذا كله ـ و كثير غيره ـ سيظل الأسوياء يألفون شدو البلابل و زقزقة العصافير، و ينفرون من الصياح و الصراخ و الجعير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في موقع دنيا الرأي بتاريخ 2009-04-26